يمثل النقص في عدد الأطباء في العراق واحدة من أكبر التحديات التي تواجه النظام الصحي في البلاد. مع ازدياد عدد السكان، يبقى عدد الأطباء غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الصحية، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الكوادر الطبية المتاحة وضعف جودة الرعاية الصحية المقدمة. هذا المقال يناقش كيفية احتساب النقص، ويبرز مدى الحاجة إلى استراتيجية وطنية لتطوير القطاع الصحي.
الوضع الحالي للأطباء في العراق
يبلغ عدد سكان العراق حوالي 40 مليون نسمة، بينما لا يتجاوز عدد الأطباء المتوفرين 30,000 طبيب. النسبة الحالية هي 0.75 طبيب لكل 1000 شخص، وهي أقل بكثير من النسبة الموصى بها عالميًا. منظمة الصحة العالمية تحدد معيارًا مثاليًا يتمثل في وجود 2.3 طبيب لكل 1000 شخص لتلبية الاحتياجات الأساسية للرعاية الصحية.
كيفية احتساب النقص
يمكننا احتساب النسبة الحالية للأطباء باستخدام المعادلة التالية:
النسبة الحالية = عدد الاطباء/ عدد السكان ×1000
النسبة الحالية = 30,0000 / 40,000,000 × 1000= 0.75 طبيب لكل 1000 شخص عراقي.
أما العدد المثالي للأطباء المطلوب لتلبية النسبة العالمية الموصى بها:
العدد المثالي=عدد السكان× النسبة المثالية/ 1000
العدد المثالي= 40,000,000 × 1000/2.3 = 92,000 طبيب هو العدد الذي نحتاج اليه حالياً.
النقص الحالي
لحساب النقص في عدد الأطباء:
النقص=العدد المثالي−عدد الأطباء الحالي
النقص = 92,000 – 30,000 = 62,000 طبيب هو النقص الحالي في الاطباء العراقيين.
هذا يعني أن العراق يحتاج إلى 62,000 طبيب إضافي لتحقيق الحد الأدنى المطلوب من منظمة الصحة العالمية.
التحديات التي تزيد من الفجوة
يتأثر النظام الصحي في العراق بعوامل عديدة تعمق أزمة نقص الأطباء. الهجرة الكبيرة للكوادر الطبية إلى الخارج بحثاً عن ظروف عمل أفضل تعتبر من أبرز الأسباب. بالإضافة إلى ذلك، يتركز الأطباء في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة، بينما تعاني المناطق الريفية من نقص حاد في الرعاية الصحية.
مقارنة عالمية
في دول مثل ألمانيا واليابان، تتراوح النسبة بين 3 إلى 5 أطباء لكل 1000 شخص، مما يبرز الفارق الشاسع في جودة الرعاية الصحية. هذه النسب تعكس استراتيجيات صحية مدروسة تجعل النظام أكثر كفاءة واستدامة.
رسالة أمل
رغم الأرقام التي تعكس واقعًا صعبًا، فإن المستقبل يحمل إمكانية التغيير. تطوير التعليم الطبي، تحسين ظروف العمل للأطباء، وضمان التوزيع العادل للكوادر الصحية بين المحافظات يمكن أن يساهم في سد هذه الفجوة. العراق يمتلك العقول والإرادة، وما نحتاجه هو خطة وطنية شاملة لتحسين الرعاية الصحية.