مع انخفاض درجات الحرارة، يبدأ الجسم في مواجهة تحديات جديدة قد تؤثر على الصحة بشكل خطير. في العراق، حيث يُعتاد على الصيف الحار، يمكن أن تكون موجات البرد القارس سببًا في مشكلات صحية قد لا يتوقعها الكثيرون. من أبرز هذه المشكلات خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، وهو ارتباط يجهله الكثيرون. هذا المقال يلقي الضوء على كيفية تأثير البرد على الأوعية الدموية وزيادة احتمالية السكتات الدماغية.
كيف يؤثر البرد على الجسم؟
عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة منخفضة، تحدث تغييرات فسيولوجية للحفاظ على حرارة الجسم. أول هذه التغييرات هو انقباض الأوعية الدموية، خاصة في الأطراف، لتقليل فقدان الحرارة. هذا الانقباض يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
البرد لا يقتصر تأثيره على ضغط الدم فقط، بل يمتد إلى زيادة لزوجة الدم، مما يزيد من احتمال تكوين الجلطات. الجلطات الدموية التي تتكون قد تنتقل إلى الدماغ وتسبب انسدادًا في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية الإقفارية، وهي الأكثر شيوعًا بين أنواع السكتات الدماغية.
العلاقة بين البرد والقلب والسكتة الدماغية
القلب يعمل بجهد إضافي خلال الطقس البارد لضخ الدم والحفاظ على حرارة الجسم. هذا الجهد الزائد قد يؤدي إلى مشاكل قلبية مثل الرجفان الأذيني، الذي يزيد من احتمالية تكون الجلطات وانتقالها إلى الدماغ. علاوة على ذلك، قلة النشاط البدني خلال فصل الشتاء قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية نتيجة ضعف الدورة الدموية.
معادلة الخطر: كيف يرفع البرد احتمالية السكتة الدماغية؟
لنفترض أن شخصًا يعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو الكوليسترول المرتفع. عند التعرض للبرد:
1.يحدث انقباض للأوعية الدموية، مما يزيد من الضغط على جدرانها.
2.لزوجة الدم ترتفع، مما يزيد من خطر تكون الجلطات.
3.إذا انسدت إحدى الأوعية الدموية في الدماغ، تحدث السكتة الدماغية.
هذه التغيرات تشكل معادلة خطر يجب التعامل معها بحذر خلال فصل الشتاء.
كيف نحمي أنفسنا؟
رغم المخاطر التي يسببها البرد القارس، يمكن تقليل احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية من خلال خطوات بسيطة:
- ارتداء ملابس دافئة تحمي الجسم من البرد.
- الحفاظ على النشاط البدني لتحسين الدورة الدموية.
- شرب السوائل الدافئة لتجنب زيادة لزوجة الدم.
- متابعة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول بانتظام، خاصة خلال فصل الشتاء.
- استخدام وسائل تدفئة آمنة مع ضمان تهوية جيدة.
رسالة أمل: معًا نتغلب على البرد
الوقاية تبدأ بالوعي. مواجهة البرد القارس لا تعني فقط الشعور بالدفء، بل حماية الصحة من مخاطر أكبر مثل السكتات الدماغية. بالعناية الجيدة بصحتنا وباتباع نصائح الوقاية، يمكننا عبور فصل الشتاء بأمان.